جريدة الخبير

اشتباكات في آخر مسيرة مناهضة لمجموعة العشرين في هامبورج

7789249889_g20-manifestations-a-hambourg

 اشتبكت مجموعات صغيرة من أعضاء حركة بلاك بلوك المتطرفة المناهضة للرأسمالية، الذين ارتدى كثير منهم أقنعة سوداء، مع الشرطة الألمانية اليوم السبت خلال مسيرة ضد قمة مجموعة العشرين في هامبورج بعد يومين شهدا صدامات عنيفة.
وبعد ليلة من أحداث الشغب، نهب خلالها المخربون العديد من المتاجر وأضرموا النار في حواجز أقيمت على الطرق، أغلقت الشرطة وسط المدينة في حين وضعت المتاجر الفاخرة على جانبي الشوارع الرئيسية حواجز واستخدم كثير منها حراس أمن لردع المتظاهرين.
وتجمع ما لا يقل عن 50 ألف شخص للمشاركة في مظاهرة تحت عنوان “لا نرحب بمجموعة العشرين” في مدينة وميناء هامبورج. وخلال المظاهرة بدأ نحو 120 شخصا يرتدون الأقنعة في الاعتداء على أفراد الشرطة بعصي اللافتات التي كانوا يرفعونها قبل أن يلوذوا بالفرار.
وسعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي ستخوض انتخابات في سبتمبر أيلول إلى إظهار التزامها بحرية التعبير عن طريق عقد القمة في هامبورج المركز التجاري المهم في ألمانيا.
وأثارت صور الدخان المتصاعد فوق بعض أنحاء المدينة والسيارات المحترقة والمتاجر المحطمة والشوارع الممتلئة بالحطام تساؤلات بشأن استراتيجية ميركل. واضطرت شرطة هامبورج لطلب تعزيزات من أنحاء ألمانيا.
ونددت ميركل، التي التقت بقوات الشرطة والأمن بعد القمة لتوجيه الشكر لهم، بالعنف لكنها أضافت أن غالبية المحتجين كانوا سلميين والتزموا بالقانون.
وفي ختام قمة دول مجموعة العشرين التي أظهرت الخلافات مع الولايات المتحدة بشأن تغير المناخ قالت ميركل “أدين بأقسى العبارات العنف المفرط والوحشية الجامحة التي واجهتها الشرطة مرارا”.
وأضافت “لا مبرر للنهب و(إشعال) الحرائق والهجمات الوحشية التي سعت للنيل من حياة رجال الشرطة… أي شخص يتصرف بهذا الأسلوب.. يضع نفسه خارج مجتمعنا الديمقراطي”.
وحذر رئيس شرطة هامبورج من قبل منه أنه يتوقع اختلاط المتطرفين باحتجاج “لا نرحب بمجموعة العشرين” وعبر عن صدمته تجاه “موجة الغضب المدمر” وأعمال الشغب والحرق التي شهدتها المدينة منذ يوم الخميس.
لكن بعض المحتجين ومعظمهم من الشبان حملوا بالونات للتعبير عن سعيهم للحفاظ على سلمية الاحتجاج بينما صدحت الموسيقى من مكبرات الصوت.
وقال أوسكار زاك (16 عاما) لرويترز “الرسالة هي يا مجموعة العشرين لا تأتي مجددا إلى هامبورج. نريد البقاء سلميين نريد أن نظهر أننا نستطيع الاحتجاج دون عنف”.
وقال توماس إيبرهاردت-كوستر منسق حركة أتاك إن الحركة تريد “نقل نقدها لمجموعة العشرين وبدائلها للسياسات العالمية العادلة إلى الشوارع”.
غير أن في الأيام الثلاثة الماضية أصيب أكثر من 200 ضابط شرطة. وألقت الشرطة القبض على نحو 143 شخصا واحتجزت 122.
وفي مساء أمس الجمعة انتشرت القوات الخاصة المسلحة بأسلحة نارية بعدما بدأ متطرفون من أنحاء أوروبا في رشق الجنود بمختلف المقذوفات وإضرام النار في السيارات.
وانتقد الوزراء بشدة المحتجين الذين لجأوا للعنف وقالوا إن القانون سيطبق عليهم بكل حسم.
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره “هؤلاء ليسوا محتجين إنهم مجرمون”.
غير أن بعض الساسة انتقدوا اختيار مكان عقد القمة.
وقال هانز-بيتر أول وهو عضو بارز من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المحافظ في بافاريا الحزب الشقيق للاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي ترأسه ميركل لصحيفة هاندلسبلات اليومية “ينبغي أن نتساءل ما إذا كانت الدولة باحتكارها حق الحفاظ على الأمن والنظام تلقت نصيحة جيدة باختيار هامبورج”.
ودافعت ميركل عن اختيارها لمدينة هامبورج قائلة إن مثل هذه الاجتماعات تعقد في المدن الكبرى مثل لندن وإن من غير المقبول القول بأن بعض الأماكن لا تصلح لأن تكون مقرا لهذه القمة.
وعبر سكان هامبورج عن غضبهم للدمار الذي لحق بالمدينة لكن ميركل قالت إنهم سيحصلون على تعويضات على ما تعرضوا له من أضرار.
وقال كاي ميرتنس وهو مبرمج يبلغ من العمر 50 عاما “تقلل ميركل من حجم الاحتجاجات. على الأقل يمكنها الآن أن تأتي لزيارة منطقة ستارسكونسه لترى الدمار بنفسها”.

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *