جريدة الخبير

“قمنا بقطيعة سياسية و يلزمنا الان العيش في قطيعة اقتصادية”

في البداية اريد القول ان كل البرامج التي رايتها في الحملات الانتخابية هي برامج ملتفتة الى الوراء و هنا ادعو الجميع الى الاصغاء الى الشباب الذي ولد مع قوقل و الفايسبوك و يتمعن في كيفية تصرفه في أوروبا. و اذا ما اخذنا أوروبا كمثال، فلا نجد أي بنك من البنوك التي معرفها ليس مستعملا من الشباب الجديد اذ نجد بنوك تجيب الشباب الرافض التعامل بالطريقة التي تربينا بها فهم شباب ولد بالمعلومة الانية و التعليم بصدد التغيير بالطرق الجديدة فالعالم يشهد ثورة جديدة و مثال ذلك الصراع الأمريكي الصيني القائم على انترنات الأشياء و الذكاء الاصطناعي.

و هنا و بعد متابعتي لكل البرامج، أرى الجميع بصدد الحديث عن انه بالنسبة الى الاقتصاد سيقع إضافة شيء من الرقمية عليه و هنا اريد التوضيح ان الرقمنة ليست الإعلامية و لا 5G و ليست الهاتف الذكي و انما سيارة بدون سائق ب 5G مثلا و هي بصدد التجربة في كل مكان من العالم .

و هنا اريد الإشارة الى ان قطاع التأمينات سيندثر بما ان السيارة بدون سائق و نحن لدينا شركات تامين 95 بالمائة من أرباحها متأتية من التامين على السيارات و هنا لابد من القول انه هناك مهن بصدد الاندثار و مهن أخرى بصدد البروز و التعليم لدينا لا يواكب التطورات وعالميا ثلثي الشباب الموجود حاليا بالمدارس و الجامعات سيعمل في مهن لم تخلق بعد.

و هنا اريد القول ان المستقبل سياتي بأمور كثيرة اكبر مما يمكننا تصوره او تحضيره. و اليوم اذا لم نأخذ هذا الموضوع بجدية و نحاول فهم ذلك على جميع المستويات و ندخل في مفهوم كيف يفكر الشباب؟ و ماهي الأمور التي يجب العمل عليها من اجله؟ فإننا سنكون دائما جاهلين لسبب حدوث هذه الانتخابات و لماذا ذهب الشباب؟ و لماذا سيتم التخلي عن البنوك؟…

و اعتقد هنا ان ذلك رسالة مهمة و التي يجب اليوم ان نتساءل و نفهم بالتحديد ما هو المطلوب عالميا و نتبنى البرامج الهامة بالنسبة للسباب الذي ولد هكذا و سيكبر بنا او بدوننا.

و اريد الإشارة هنا الى ان ميزانية البحث لشركة قوقل في السنة الفارطة مساو لميزانية تونس التي بصدد المصادقة عليها و الفايسبوك خصص 10.2 مليار دولار للبحث و تنمية التحضير لكيفية ابقائنا ملتصقين بالهاتف بمعنى انه هناك من يخطط لأمور تجعلنا مرتبطين بالفايسبوك و غيره و كل هذا علم لم نكتشفه بعد و هذا هو الاشكال.

و من هذا المنطلق، اريد القول انه اذا تمسكنا بالمحافظة فان شبابنا لن يبقى. و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل اصغينا لهذا الشباب؟ و هل اكتشفنا المشاكل التي تعترض طريقه؟ بل نحن نسيّر بالطريقة التي كنا نتصورها في الثمانينات و التسعينات مع بعض التحسين و زيادة طبقة من الرقمية و نحن اليوم امام وضعية مشوشة تماما لذلك يجب علينا القيام بوقفة لخلق نموذج جديد يمكن الشباب من اخذ المبادرة و التسيير.

و اذا اخذنا مثلا عملة LIBRA و التي بدأت بتداول بعض الصور عبر الانستغرام لتصبح اكبر شركة اشهار في العالم في مدة ثلاث سنوات برقم معاملات خيالي . و عندما قررت القيام بعملة خاصة بها قالت أوروبا انه يجب تعطيلها في أوروبا فأجابت LIBRA انها ليست بحاجة الى أوروبا و انما يكفيها المليار و 700 مليون ساكن في بقية البلدان فكما يتم حاليا تبادل الصور يمكن ان يتم تبادل العملة مستقبلا.

و من هذا المنطلق، سنبقى نحن خاضعين دائما فالبنوك في تونس اليوم تتحدث عن Fintech فعن أي شيء نتحدث و نحن ليس لدينا حق الوصول الى معلومات البنوك و كيف سنخلق مؤسسات جديدة و نحن لا نملك ” المعطيات او بترول القرن 21 ” فال DATA ليس موجود في تونس لا لدى البنوك و لا الدولة فتونس الرقمية تم بناءها لفتح المعطيات و اعطاءها للشباب و انا شخصيا اعتبر ان START UP غير مهم في تونس بما اننا لا نملك حق الوصول الى المعلومات بمعنى اننا لا نملك تصور للتأقلم مع الاحداث في العالم بسرعة و سنبقى في تبعية دائمة.

و اريد التأكيد هنا الى اننا قمنا بقطيعة سياسية عبر الانتخابات و يلزمنا الان عيش قطيعة اقتصادية لأننا لا نملك الحلول فالحلول يتم دراستها في الخارج و نحن لم نستفد منها و لم نحضر أي شيء للمستقبل.

السيد كريم احراس: مختص في التكنولوجيا الرقمية

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *