جريدة الخبير

الاندماج المغاربي ضروري لزيادة النمو

السيد طارق بن جازية : المدير العام للمعهد الوطني للاستهلاك

الاندماج المغاربي ضروري لزيادة النمو


كان للمعهد الوطني للاستهلاك مشاركة في ملتقى حول الاندماج المغاربي و هو الملتقى العاشر في هذا الاتجاه و شاركنا في ما يتعلق بالتشابهات و الاختلافات بين المجتمع الاستهلاكي باعتبار أن الاتحاد المغاربي وحدة استهلاكية بقطع النظر عن الاختلافات السياسية و العوائق التي تحول دون الاندماج المغاربي.
و عند الحديث عن المغرب العربي فإننا نتحدث عن 100 مليون مستهلك و نتحدث عن دخل فردي كمعدل عام في الخمس الدول التابعة للمغرب العربي في حدود 400 دولار كقيمة اسمية و في معدل القدرة الشرائية نصل الى حوالي 12 ألف دولار للفرد الواحد فالفضاء المغاربي كوحدة استهلاكية و كمستهلك خسرنا كثيرا من غياب الاندماج المغاربي.
و هنا تجدر الإشارة الى ان صندوق النقد الدولي اصدر مؤخرا دراسة هامة حول الاندماج المغاربي بين فيها انه في صورة فتح الحدود بين الدول المغاربية و الاندماج بينها فهناك زيادة في النمو على الأقل بحوالي 3,4% بالنسبة الى تونس و زيادة في المبادلات التجارية البينية بحوالي 33% لو تم الاندماج المغاربي مع صفر معاليم ديوانية.
و بطبيعة الحال المجتمعات المغاربية كمجتمعات استهلاكية بها العديد من الأشياء التي تجمع بينها من حيث العادات الاستهلاكية و العوامل المؤثرة في تغيرات أنماطها الاستهلاكية و من حيث التركيبة الديمغرافية للوطن العربي و هي تركيبة متقاربة من حيث الاستثمارات الإشهارية و كذلك من حيث تطور مستوى الدخل و من حيث تطور الاستهلاك فالمعروف ان نمو الاستهلاك بين تونس و المغرب و الجزائر سنويا بالاسعار القارة يتراوح بين 2 و 4% و يعتبر نسق هام و هام جدا و هو في عديد الدول عامل اقتصادي هام جدا و هو المحرك الأساسي الذي يحرك النمو الاقتصادي.
و على مستوى التضخم هناك بعض الاختلافات و للأسف نجد تونس في المرتبة الأولى بنسبة 7,5% ثم الجزائر بنسبة 5,1%  ثم المغرب بنسبة0,8% و هو ما يُبين تحكم كبير في مستوى الدخل.
و هنا لا يمكننا اش النظر عن التفاوت الكبير بين دول المغرب العربي في مجال توزيع الدخل فإذا اخذنا هنا مؤشر الذكاء الذي يعكس مدى التوزيع العادل للثروة بين المواطنين و الذي يتراوح بين صفر و مائة فكل ما قربنا الى الصفر فهناك توزيع عادللثروة و كلما قربنا للمائةفهناك توزيع غير عادل و هنا يمكن ان نجد تونس في المرتبة الثانية فالجزائر نجدها بحوالي 27 نقطة تليها تونس ب35 نقطة ثم المغرب ب45 نقطة و تعتبر تونس هنا لديها توزيع عادل للثروة نوعا ما. و على المعدل الأفريقي نجد تونس في حدود 45 نقطة و على المعدل العالمي في حدود 38 نقطة.
و هنا لابد من الإشارة الى انهزمت مداولة العديد من النقاط الهامة في الملتقى و المتعلقة بالبعد الاجتماعي و السياسي و الاستهلاكي و حتى بالبعد النفسي و قد لاحظنا انه لابد من تنمية المناطق الحدودية و هو تمشي انتهجته تونس من خلال تنمية بعض المناطقدالحدودية و التي تسهل عملية الاندماج المغاربي أمام التعطل السياسي في علاقة أساسية بقضية الصحراء المغاربية فان تنمية المناطق الحدودية بين مختلف الدول باعتبار عديد النقاط المشتركة الحدودية مع الجزائر و التي يمكن ان تنعكس إيجابيا على التنمية من خلال احداث مناطق لوجستية حرة.
و قد لاحظنا ايضا من خلال الملتقى اعتماد الاشقاء و الخبراء العرب على دور تونس في تقريب وجهات النظر في الاندماج المغاربي سواء من الناحية السياسية او الاقتصادية باعتبارها دولة محورية ليست لديها عداءات سياسية مع أطراف اخرى من دول المغرب العربي.
و تبقى المعابر  أو المناطق الحدودية دائما هي الأساس و تبقى دائما الغاية هي ان يكون المستهلك المغاربي هو المستفيد الوحيد.
و هنا يمكن ان نستنتج ان الاندماج المغاربي ضروري بالنسبة للمستهلكين خاصة ان ما يجمعنا كمواطنين و مستهلكين مغاربة أكثر مما يفرقنا.

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *