جريدة الخبير

جمع وتثمين النفايات: التشخيص والحلول

Capture d’écran 2018-12-28 à 13.59.32

حنان العبيدي

أطل موعد التحويرات الوزارية الذي انتظره العديد من المتابعين للشأن السياسي في ظل الخلاف الحاصل بين رئيسي الحكومة و الجمهورية و بين الأطراف المتصارعة داخل حركة نداء تونس .

الملفت للانتباه في هذا التحوير , هو إصرار “الشاهد” على إبقاء صديقه الفاشل “عمر الباهي” على رأس وزارة التجارة منهجًا مبدأ ‘الأقربون أولى بالمعروف’ و تعيين الرئيس المدير العام لوكالة النهوض بالصناعة “سمير البشوال” كاتبًا للدولة لدى ‘صديق الشاهد’ مكلفًا بالتجارة!!

أتحدى رئيس الحكومة أن يكون لهذا الوزير القدرة و الكفاءة و الخبرة التي يتمتع بها كاتب الدولة الجديد , و بما أن السيد عمر الباهي صديق حميم لرئيس الحكومة..فإبقائه وزيرًا للتجارة يصبح واجبًا في دولة ممزقة بالصراعات و العراك على مناصب و مراكز النفوذ بعد أن اختلط الحابل بالنابل في مشهد سياسي ركيك و وضع اقتصادي و اجتماعي هش يهيئ لانتفاضة شعبية في الأفق.

Capture d’écran 2018-12-28 à 13.54.34

طلال عياد

أبرزت نتائج التجارة الخارجية إلى موفى أكتوبر 2018 تفاقم العجز ليبلغ ما يقارب 16 مليار دينار , و مثل هذا الرقم معدل قياسي جديد ينضاف إلى جملة المؤشرات السلبية التي تحققت خلال السنوات الأخيرة , و تجدر الإشارة إلى أن هذا العجز ناتج على ارتفاع كبير في وارداتنا في قطاع الطاقة , حيث بلغ 5,1 مليار دينار و هو ما يقارب 32% من العجز الجملي , و يرجع ذلك بالأساس إلى ارتفاع سعر برميل النفط .

و بالنسبة إلى التوزيع الجغرافي للعجز التجاري , من البلدان التي نجد معها عجز : الصين بنسبة تجاوزت 4,4 مليار دينار , إيطاليا 2,4 مليار دينار , ثم بنسب أقل تركيا و الجزائر. في المقابل سجلنا فائض كبير مع فرنسا ب 2,8 مليار دينار , تليها ليبيا ب 800 مليون دينار و أخيرا المغرب بنسبة أقل .

و للتذكير , لولا تطوّر الصادرات في القطاع الفلاحي التي ارتفعت بنسبة 59% مقارنة بالسنة الفارطة , و المتآتية أساسًا من زيت الزيتون , القوارص و التمور لكان لوضع الميزان التجاري أسوأ بكثير .

شهد مؤشر أسعار الاستهلاك استقرارًا خلال شهر أكتوبر 2018 في حدود 7,4% بعد أن بلغت 7,8% في أوائل فصل الصيف , و 7,5% في أوت 2018 , لكن تميّز شهر أكتوبر بتسارع نسق ارتفاع المواد الغذائية ب6,3% , ارتفاع الغلال ب9% , أسعار اللحوم ب16% و الحليب و مشتقاته ب11% .

كما سجلنا ارتفاع ملحوظ في أسعار النقل ب13% , أسعار مواد خدمات السكن 6,2% نتيجة تضخم الإيجار 5% , مواد البناء 16% و أخيرٌا الكهرباء و الوقود والغاز ب5,3% .

يواصل مؤشر البورصة انخفاض في بداية شهر نوفمبر ليتراجع ( تون اندكس ) ب 1,3% إلى غاية يوم الخميس 8 نوفمبر 2018 لتستقر مردودية المؤشر في حدود 16,27% . بالنسبة لتراجع المؤشر في الأسهم , نجد القطاع البنكي ساهم ب 1,06% و يرجع ذلك لانخفاض سهم بنك تونس العربي الدولي ب 3% و سهم البنك الفلاحي ب 7% .

كما نجد قطاع الصناعات الغذائية و المشروبات ساهمت في انخفاض المؤشر ب 0,31% و يرجع ذلك بالأساس لتراجع سهم ( ا ساف ب ت ) ب 1,14%

كما حقق سهم ( سارفيكوم) ارتفاع في غضون أسبوع ب 27,42% و يرجع هذا الارتفاع إلى إعلان شركة (سارفيكوم) توقيعها عقد استثمار بقيمة 37 مليون دينار على مدى 5 سنوات مع صندوق استثمار من لكسونبورغ .

و حسب تصريح مديري (سارفيكوم) ستمكن هذه الأموال من تطوير أهم مهنة “انتاج المصاعد الكهربائية” و كذلك تطوير استراتيجية التصدير , و تجدر الإشارة أن (سارفيكوم) قامت بوقف جميع التعاملات مع المؤسسات العمومية و ذلك لصعوبة و البطء الكبير في الاستخلاص.

 

سليم الزغل : منسّق أيام المؤسسة في الدورة 33

Capture d’écran 2018-12-28 à 13.54.41

يقوم المعهد العربي لرؤساء المؤسسات بدراسات و تشريك الجامعيين و الباحثين في تونس مع رؤساء المؤسسات و السياسيين و ذلك قصد إيجاد حلول لإخراج البلاد من الوضع الإقتصادي الهش.

هذا ما جعلنا نختار كموضوع لأيام المؤسسة ” المؤسسة و الإصلاحات القطعية” , نحتاج اليوم في تونس أن نفكر بطريقة جذرية لإيجاد حلول إصلاحية و القطع مع الحلول الجزئية .

كما لاحظنا بعد الثورة , تدهورًا إقتصاديٌا سنويًا رغم وجود تحسن نسبي لسنة 2018 , فلا تعيش البلاد بدون إقتصاد فالوقت الإقتصادي ملازمنا و لذلك وجب علينا اليوم إيجاد حلول جذرية للإصلاحات الكبرى في البلاد , فبالنظر إلى تصنيف تونس من الناحية الإقتصادية أصبحت بلدًا هشًا نظرًا لضيق طريق الاصلاحات في وقت أن عجز الميزانية كان أقل و وضع كان فيه الدينار أفضل و المؤسسات أقوى و كانت أيضٌا فيه البنوك أقوى , كما نجد ارتفاع في نسبة التضخم و مخزون العملة الصعبة أصبح ضعيفًا .

نريد أولًا أن نتطرق إلى قانون الصرف و السياسة النقدية الذي نجد فيه إشكاليتين , الأولى تتمثل في قيمة الدينار و الثانية حرية الصرف . كما نريد أن نشير في هذا الحدث السنوي إلي نسب الفوائد للتونسيين بالخارج من خلال معاملاتهم البنكية التي لا تتجاوز 1% .

و من جملة المحاور الأخرى , سنتحدث عن تدهور الدينار و تداعياته على الاستثمار و نسبة التضخم في البلاد , و نريد أن نتطرّق إلى سياستنا في الجباية , حيث نجد الضغط الجبائي اليوم أصبح ثقيلًا و لكن في نفس الوقت لا توجد عدالة جبائية , كما نلاحظ أن الإقتصاد الموازي تطور بشكل كبير و أصبح يضر بالإقتصاد المنظم .

و نجد أيضًا تصنيف ضعيف جدًا في فاعلية سوق الشغل , 129 على 140 بلد بالنسبة ( لوارلد اكانوميك فوروم ) و منها مشاكل انتاجية , و عندما نجد حلول في تحسين سوق الشغل نتمكن من جلب أكثر ما يمكن من المستثمرين , مما يخلق مواطن جديدة للشغل ,و في نفس الإطار , لنا رؤية استشرافية لما يسمى “بمهنة الغد” .

و سيشرف على هذا الحدث السنوي كل من رئيس الحكومة بمشاركة ممثلي الأحزاب السياسية و ممثل عن البنك الأوربي للاستثمار , كما نترقب حضور رئيس سابق للبرتغال و محافظ البنك المركزي .

سعاد العياري : مكلّفة بالشؤون المهنية بالغرفة الجهوية لعدول الإشهاد بتونس

 Capture d’écran 2018-12-28 à 13.55.08

لم يعد قانون سنة 1994 المنظم لعدول الإشهاد يساير التطورات الحالية التي تمر بها البلاد نظرًا لما نشهده من تدهور اقتصادي كبير.

نحن كعدول إشهاد جامعي ضرائب , مكلفين من قبل الدولة بتحرير العقود و هي الحجج الرسمية التي لا يمكن الطعن فيها بأي وسيلة من الوسائل , نمثل جزء من صلاحيات الدولة من خلال تحرير العقود و جمع الضرائب ثم تضخ من بعد ذلك في خزينة الدولة .

كل الاتفاقات التي تبرم بين الأطراف , كالتواكيل و بيوعات المنقولات.. تسجّل بصفة آلية و لا مجال للتهرّب الضريبي , على خلاف الكَتب الخطي الذي يتم تحريره عبر كاتب عمومي أو محامي أو يتم شرائه من المكتبات .

و نحن الآن نطالب بإيلاء الحجة الرسمية التي لا يمكن من خلالها تبييض الأموال تهرب ضريبي إيلاءها الأهمية على غرار العديد من الدّول.

عمليًا إصلاح القانون المنظم للمهنة , يكون قانون يرتقي إلى المعايير الدولية و يواكب التطورات الحاضرة .

إكساء الحجة الرسمية بالصبغة التنفيذية , فعلى سبيل المثال..صاحب عقار يقوم بتسويغ محله لشخص , بإمكان الطرفين تحرير عقد عبر عدل الإشهاد أو عن طريق عقد ممضى في البلدية , و لهم حرية الاختيار , عندما تكون صبغة تنفيذية..بعد إتمام عقد الكراء لمدة 5 أو 6 أشهر و تعذر للمتسوغ خلاص الكراء للمسوغ , و بما أن صاحب المحل يملك حجة عادلة مكساة بالصبغة التنفيذية , بإمكانه أن يتمتع بتنبيه المتسوغ بالخلاص بعد إعطائه مهلة خمسة أيام , بعد ذلك يتوجه إلى عدل الإشهاد الذي بدوره يقوم بعملية التنفيذ , و في هذه الحالة أثبتت التجارب الصبغة الوقائية للمواطن.

 

Capture d’écran 2018-12-28 à 13.54.49ماهر كانون : حركة تونس إلى الأمام

تونس إلى الأمام طرحت مشكلة البيئة و هذا أمر مهم لأنه يمثل محيطنا اليومي الذي يجب أن يكون نظيف حيث يؤثر على المحيط و من ثم يؤثر على المواطن .

و من غير المعقول أن نعوّل على السياحة و البلاد غير نظيفة , و لجلب المستثمرين الأجانب يجب أن تكون لدينا رؤية استشرافية لنظافة المحيط.

في إطار ما أقوم به من عمل في حركة تونس إلى الأمام , أردت أن أتطرق إلى مشكلة النفايات و المخلفات التي تنتج عن أنشطة الإنسان المختلفة من ورق و عبوات كرتونية و بلاستيكية , كما نجد نفايات طبيعية التي نتمكن بتثمينهم أسرع , لأننا لا نحتاج إلى معدات باهضة الثمن .

بالنسبة لكل عائلة تنتج فضلات عضوية خاصة بها تستطيع إعادة استخدامها , على سبيل المثال..تجمع فضلات الغلال في حاوية صغيرة تحتوي على طوابق سيتم توزيعها قريبا في تونس , تتم معالجة هذه المواد لتحويلها إلى منتجات قابلة إلى إعادة الاستخدام , و لهذه العملية العديد من الفوائد , حيث تحمي الهواء من التلوث و كذلك تحمي البيئة من استخدام المواد الخام الجديدة فيها و انتاج غبار لاستعماله في حديقة المنزل , تمكنا أيضًا في تونس من صنع معدات خاصة بالنفايات الخضراء الناتجة عن قطع الأشجار و المواد الورقية و الخشبية , نجد فيها استعمالين , إما أن يكون في شكل تحويل أو إعادة استخدامها في عملية معالجة إلى طاقة كإنتاج غاز أو حرارة , و نحن في حركة تونس إلى الأمام نعمل على تثمين هذه النفايات بطريقة بيولوجية لتكون صالحة إلى كامل المجموعة.

 

محمد الشريف

Capture d’écran 2018-12-28 à 13.54.57

نجد في تونس إشكالية مماثلة لأغلب البلدان الصاعدة , نجد أيضًا إشكالية في المقاربة لأنه في إدارة النفايات يوجد جانب استراتيجي نظري و جانب عملي , المشكل الكبير أننا لا نعرف المراحل الثلاثة للتفكير الاستراتيجي التي تتلخص في : ماذا أريد , ماذا أستطيع و ماذا يلزمني؟؟ فيضيع العمل في هذه المراحل و المشكل المطروح بطريقة خاطئة لا يجد حل , و المشكل الذي لا يجد حل هو المشكل المطروح بطريقة خاطئة .

بعد 8 سنوات من الثورة نجد 10 وزراء و كتاب دولة في هذا القطاع , فمن الطبيعي كل وزير يأتي و يطرح مع حاشيته رؤية مغايرة لغيره , و بالتالي تبدأ المشاريع و لا تنتهي , و عندنا في تونس العديد من المشاريع مثل “ايكولف” بأمر 1102_97 و نجد أيضًا قانون النفايات 41_96 و للبلديات قانون 68_95 و قوانين في “ايكوزيت” و “ايكوباتري” و الزيوت الصناعية و الزيوت الغذائية..

حل المشكل يجب أن يكون له أبعاد ثلاثة : بعد بيئي , بعد إجتماعي و بعد إقتصادي , و أكثر المشاكل التي نجدها الآن في النفايات في مصب “جرادو” للنفايات الخضراء و هو مشكل اجتماعي و في جربة “قلالة” نفس المشكل , و المقاربة الإجتماعية في بعض الأحيان لا تأخذ بعين الاعتبار , و من الناحية الإقتصادية على مستوى البلديات التي تجد عندها 6 أبعاد للمشاكل التي لا تتحرك لمعالجتها : مشاكل في الموارد البشرية , في الآليات , في الموارد المالية و نادرًا ما تجد بلدية اهتمت بمشاركة القطاع العام و الخاص و قوانين غير ملائمة لبعضها , و لكن المشكل المشترك بين جميع هذه الجهات هو مشكل إدارة القطاع , فحتى بعد الانتخابات البلدية , نجد تركيبة المجلس البلدي غير متجانس أو رئيس البلدية غير مختص في هذا المجال , و بالتالي يصبح المشكل معقّد و متعدد الأبعاد و في بعض الأحيان التحسيس و التوعية و الثقافة البيئية لا تتناغم مع الاشكالية الموجودة و كذلك تجد المحاسبة التحليلية..و بالتالي لا تتوفر المعلومة.

 

لسعد الزواري : ناشط في قطاع البيئة

Capture d’écran 2018-12-28 à 13.55.18

في البداية , أريد أن أطرح مشكلة الثقافة البيئية في بلادنا , اذ يتعامل بها الأفراد و المجتمعات مع مواردهم , هذه الثقافة غائبة لدى أغلب مواطنينا , في اعتقادي أن الحفاظ على البيئة يبدأ من المواطن نفسه كتربية كسلوك مستمر في يومياته , هذا المواطن يغيّر على جميع المراحل بالخيال , كثير من الخيال و قليل من المال..يتغيّر.

ما نشاهده في البلدان الغربية و نعجب به , كان ورائه تشجيع كبير لبعضهم البعض , علاوة على مجهودات كبيرة في سلوكهم الاجتماعي .

بإمكاننا استغلال وسائل إعلامنا المحلية في ترسيخ القيم و السلوكات البيئية , فهي قادرة على التأثير الإيجابي بما يسهم في تأصيل تنمية البيئة المستديمة و تنوير المشاهدين برأي سديد , فعلى سبيل المثال .. تستطيع احدى القنوات التلفزية عند نهاية حصة في “المطبخ” توعية المشاهد بكيفية استغلال فواضل الخضروات و المأكولات بعد وضعها في أماكن أو حاويات أو آلات مخصصة .

و للتذكير فقد قمت بتصوير 30 حلقة تحسيسية من مالي الخاص , لكل حلقة 3 دقائق , ثم قدمتها للقنوات التلفزية مجانًا , حيث تم بثها على قناتي الوطنية الأولى و الثانية و قناة ام تونيزيا .

يجب أن نركز على أهمية دور التربية البيئية بتغيير عقلية المجتمع من خلال ترسيخ هذه القيم الأخلاقية و من أجل تحقيق تربية بيئية أفضل.

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *