جريدة الخبير

الإرهاب الالكتروني آفة مجتمعية يجب التصدي له

 

 

تعددت أساليب الإرهاب بجميع أشكالها وقد سعت بعض المنظمات الإرهابية كداعش مؤخرا إلى أساليب الإرهاب الرقمي وبالطريقة العصرية المتمثلة في استخدام الوسائل الالكترونية في نشر رسائل الكراهية والعنف وحشد التأييد لأفكارهم واستقطابهم.

ومما لا شك فيه أن الإرهاب الإلكتروني أصبح هاجسا يخيف العالم الذي يتعرض لهجمات الإرهابيين عبر التكنولوجيا الحديثة، وبثّ أفكارهم المسمومة، وما يزيد الأمر صعوبة أنّ التقدم التكنولوجي لا يتوقف لحظة، لذا يصعب على الأفراد مواجهة هذه Capture d’écran 2017-10-09 à 11.33.01العمليات الإرهابية التى تتّخذ من التّقنية أداة لتنفيذ مخططاتها، بعد أن أضحت الشبكة العنكبوتية العمود الفقري لمعظم التفاعلات اليومية.

في هذا الإطار دعا السيد محمد الصغير الهبائلي مدير مركز البحوث والدراسات الأمنية، إلى ضرورة مجابهة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد مجتمعاتنا، فلم يعد الإرهاب يهاجم بصفة مباشرة بل أصبح يعتمد طرق خفية مستندا في ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي من “فايسبوك وتويتر وانستغرام”، لتصبح بذلك التكنولوجيا أهم داعم للإرهاب، فالجماعات الإرهابية أضحت تعتمد أساليب الإرهاب الرقمي لاستقطاب شبابنا والزج بهم للمجهول، عبر العديد من “الحسابات” الوهمية بأسماء مستعارة، ويقومون بإرسال العديد من الرسائل لأشخاص مختلفة، وتحتوي تلك الرسائل على كلمات رقيقة جذابة في محتواها الخارجي ولكن ما خفي منها كان أعظم، وبينت الدراسة أن هذه الطريقة باتت وسيلة سهلة وآمنة للتواصل بين الإرهابيين وتبادل المعلومات فيما بينهم والتخطيط لعملياته دون رادع أو رقيب .

وأشار مدير مركز البحوث والدراسات الأمنية أن المركز يعمل عل إيجاد حلول ومقاربة إستراتيجية للتصدي لظاهرة الإرهاب الالكتروني الفاعل والذي يتقدم تدريجيا، مؤكدا على أن المعالجة لهذه الآفة لا يمكن أن تكون أمنية بحتة بل يجب أن تأخذ في الاعتبار أبعادا أخرى ثقافية ودينية واجتماعية وهي أبعاد مجتمعة قادرة على تحديد ملامح الحل والعلاج للأزمة التي طالت في بلادنا.

و شدد على أن دور الأسرة خاصة والمؤسسات التربوية عامة ضروري في توفير الإحاطة بالطفل، وخلق جسر من التواصل معه، بما من شانه أن يغذي الثقة في نفسه ويوفر الراحة النفسية له فدور العائلة محوري في دفع الشباب إلى هذه الظاهرة أو وقايته منها، على حد تعبيره.

وعن الحلول المقترحة للحد من ظاهرة استقطاب شبابنا من قبل الجماعات الإرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر محمد الصغير الهبائلي أن دور الدولة هام من خلال تكثيف جهود وكالات الاستعلام لمراقبة ” الحسابات ” والمواقع المشبوهة.

حنان العبيدي

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *