أخاديد الحلم العربي
توسّد ذراعك و نم .
فما عاد للشرق فجر جديد
و ما عاد للفجر مساحات ضوء تحاصر
نومك باليقظه.
و ما عاد لليقظة غير طريق وحيد
لنفي قضية وقتل وطن .
فما ترتجي من سهادك.؟
توسد ذراعك و نم .
فأنت لا أنت بلا وطن،
و أنت لا أنت بغير جراح
تعلّمك معنى الألم…
فخلّ في الجرح نافذة للريح
تفقه قولي و ترسم بعض التعّرج
نحو منافي النخيل الذي قد
تعجّن دمعا و دم .
فيا قامة النخل أنت !
توسد ذراعك و نم .
فلا خير فيك
و لا شرّ فيك.
فلا خير فيك سوى أنك تعبد الله كأمي
و لا شرّفيك سوى أنك
تكفر بكل النّعم.
فأسرع بحلمك نحو النخيل
يختلج مصّعدا مثل اللهيب
و يزجرك : قم لا تنم .
****
فيا عبقري التوهّم ! ماذا تريد من الله ؟
بعد التأجج و بعد التصعّد.
و ماذا تريد من نخلة عريتها لكل الخصّي ؟
و ماذا تريد منك و قد قسّموك بكل يد على كل فم ؟
فقسم ظلوعك على كل فج عميق
يأتيك من كل فج سحيق « نغم» .
يا حسرة عليك يوم تموت و لا تبعث حيّا
و يوم توقّع على دمك
أنا ميّت تحت خفق المذلة يكفنني
قاتلي بقمصان أمي ، ثم يؤبنني
بديباجة فيها كل التهم
فلا بارك في النخل يظّل تجاره
ولا بارك النخل فيك حين تعريه عاهرة تستحم
توسّد ذراعك و نم أو لا تنام .
فلا حاجة لي الآن في النوم و لا حاجة لي الآن في الله
تجرّدت مني
كي أختلى بالسفر المطلق نحوي
كي أتخلّق خلقا جديدا، أخلق منه
و اخلق فيه و اخلقه خلقا يخلق صاخة
إذا نزلت كانت « حمم «.
فالله مدّ يديه إليّ يحاول ضمي
و لكنني أرفض أن أصير بين الدمى دمية
يثبّتها قدر و يحدفها في النهايه العدم .
فيا الفاعل التارك ماذا جنيت ؟
حين نشرت على خرابات قاع المدينة
كرامات أمك، و بعت النخيل و قمصان أمك ؟
فسبح بحمد الذي باشر أمك
فأمك يا ابن الحرام
كانت حراما فأحللتها للعجم .
يا ابن الحرام توسد ذراعك و نم .
و ضع بين ردفيك حلمك
فأنت لا تملك إلا الهبوط إلى
الدّرك الأعلى من كلّ أمك
فلا وجع فيك و لا أمل فيك، و لا رحلة الصّيف انتهت
لتبدأ رحلة الشوق نحو ذراع كان وسادة فصار علم .
بقلم: رفيق المختار