جريدة الخبير

مواويل عربية

Image 6

أخاديد الحلم العربي

توسّد ذراعك و نم .

فما عاد للشرق فجر جديد

و ما عاد للفجر مساحات ضوء تحاصر

نومك باليقظه.

و ما عاد لليقظة غير طريق وحيد

لنفي قضية وقتل وطن .

فما ترتجي من سهادك.؟

توسد ذراعك و نم .

فأنت لا أنت بلا وطن،

و أنت لا أنت بغير جراح

تعلّمك معنى الألم…

فخلّ في الجرح نافذة للريح

تفقه قولي و ترسم بعض التعّرج

نحو منافي النخيل الذي قد

تعجّن دمعا و دم .

فيا قامة النخل أنت !

توسد ذراعك و نم .

فلا خير فيك

و لا شرّ فيك.

فلا خير فيك سوى أنك تعبد الله كأمي

و لا شرّفيك سوى أنك

تكفر بكل النّعم.

فأسرع بحلمك نحو النخيل

يختلج مصّعدا مثل اللهيب

و يزجرك : قم لا تنم .

****

فيا عبقري التوهّم ! ماذا تريد من الله ؟

بعد التأجج و بعد التصعّد.

و ماذا تريد من نخلة عريتها لكل الخصّي ؟

و ماذا تريد منك و قد قسّموك بكل يد على كل فم ؟

فقسم ظلوعك على كل فج عميق

يأتيك من كل فج سحيق « نغم» .

يا حسرة عليك يوم تموت و لا تبعث حيّا

و يوم توقّع على دمك

أنا ميّت تحت خفق المذلة يكفنني

قاتلي بقمصان أمي ، ثم يؤبنني

بديباجة فيها كل التهم

فلا بارك في النخل يظّل تجاره

ولا بارك النخل فيك حين تعريه عاهرة تستحم

توسّد ذراعك و نم أو لا تنام .

 فلا حاجة لي الآن في النوم و لا حاجة لي الآن في الله

تجرّدت مني

كي أختلى بالسفر المطلق نحوي

كي أتخلّق خلقا جديدا، أخلق منه

و اخلق فيه و اخلقه خلقا يخلق صاخة

إذا نزلت كانت « حمم «.

فالله مدّ يديه إليّ يحاول ضمي

و لكنني أرفض أن أصير بين الدمى دمية

يثبّتها قدر و يحدفها في النهايه  العدم .

فيا الفاعل التارك ماذا جنيت ؟

حين نشرت على خرابات قاع المدينة

كرامات أمك، و بعت النخيل و قمصان أمك ؟

فسبح بحمد الذي باشر أمك

فأمك يا ابن الحرام

كانت حراما فأحللتها للعجم .

يا ابن الحرام توسد ذراعك و نم .

و ضع بين ردفيك حلمك

فأنت لا تملك إلا الهبوط إلى

الدّرك الأعلى من كلّ أمك

فلا وجع فيك و لا أمل فيك، و لا رحلة الصّيف انتهت

لتبدأ رحلة الشوق نحو ذراع كان وسادة فصار علم .

بقلم: رفيق المختار   

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *