جريدة الخبير

من قلب الحدث في مؤتمر حزب " التكتل " الدكتور، مصطفى بن جعفر ينهار " باكيا " " مستجديا المؤتمرين ! "المرتزقة " يهللون " الله أحد – الله أحد بن جعفر …"

 

وسط صخب المحاكم و القضايا الإستعجالية و الأحكام الصادرة اليوم و المنقوضة غدا تمكن الدكتور مصطفى بن جعفر الزعيم المؤسس لحركة التكتل من عقد مؤتر هذا الحزب

طبعا هذا المؤتمر لم يكن عاديا في ظل الانقسامات و الاستقالات التي عرفها و التي اندلعت منذ أن فاجأ الدكتور مصطفى بن جعفر كافة أو لنقل معظم مسؤولي الحزب و عدد لا يستهان من منخرطيه بالتحالف من النهضة و المؤتمر في إطار ما اتفق على تسميته بالترويكا الحاكمة حاليا على امتداد أكثر من سنتين .

تم إذن المؤتمر و خرج زعيمه ” قويا ” في منصب الأمين العام للحزب بمكتب سياسي ( أعلى سلطة في هرم الحزب ) موال له بنسبة تقارب 95% هذه طبعا هي الواجهة المعلنة لنتائج مؤتمر حزب ” التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات ” لكن ماذا عن الوجه الآخر الوجه الخفي داخل القاعة المغلقة التي دارت فيها أشغاله و مختلف فصولها فهل خرج الدكتور مصطفى بن جعفر قويا حقا أم لا وهل سيتمكن فريق أتباعه الجدد من تجاوز أزمات الاستقالات و المقاطعات و الاحتجاجات قبل و خلال المؤتمر و التي لا تزال متواصلة بعد هذا المؤتمر؟

حاولنا من جهتنا تقصي حقائق الأمور لسببين أساسيين و هما أن حزب ” التكتل ” و زعيمه يتمتعان بسمعة لا تشوبها شائبة باعتبار أنه تكون غصبا عن بن علي و بطانته و لم يتعامل قيد أنملة مع النظام الفاسد و كان تبعا لذلك من الأحزاب المعارضة القلائل التي واجهت ديكتاتورية العهد البائد بكل ثبات و شجاعة هذا أولا أما السبب الثاني فهو قناعتنا أنه بحق كل من انخرطوا في هذا الحزب قبل و بعد 14 جانفي 2011 من حقهم معرفة الحقائق حول ما دار في جلسات مغلقة خلال هذا المؤتمر

لذا اتصلنا بعدد من الحاضرين في أشغال المؤتمر الذين قدموا لنا جملة من المعلومات حول السلبيات التي شابت أشغاله و للأمانة نؤكد أن الشهادات التي جمعناها كانت متطابقة رغم أنها كانت صادرة عن أشخاص مختلفين إلتقيناهم فرادى و أهم هذه المعلومات  تتمثل في :

–      مقاطعة هذا المؤتمر من طرف من اعتبروا أنفسهم شرعيين و الذين عاهدوا أنفسهم على محاربة الفساد و الديكتاتورية و ” الحكم الواحد و المرجع  الوحيد”.

–      أن حزب ” التكتل الديمقراطي ” تحول من خلال أشغال المؤتمر الى ثلاث كتل تمثلت في الدكتور خليل الزاوية و ” جماعته ” و السيد الياس الفخفاخ و ” أترابه ” و بطبيعة الحال السيد محمد بن نور و ” حاشيته ”

–      تجاوزات و اخلالات يعجز اللسان و القلم عن حصرها مثل اقصاء الشباب و منعه من لعب أي دور و كذلك الاستغلال الفضيع للعنصر النسائي أو لنقل المرأة بصفة عامة خلال المؤتمر

–      وجود ما اتفق على وصفهم بالمرتزقة في المؤتمر و هم الذين أطلقوا شعار ” الله أحد – الله أحد بن جعفر ما كيفو حد ” !

–      انتفاضة ممثل القصرين التي تلتها انتفاضة ممثل تطاوين اللذان عبرعن استنكارهما بشدة و رفضهما بأن يتكون أعضاء المكتب السياسي للحزب من أعضاء هيئة نادي مستقبل المرسى بعد أن تم إقصاء أبناء الجهتين من المناضلين الذين واجهوا رصاص و قنابل الغاز عند وقوفهم في وجه الطاغية بن علي و نظامه الفاسد …

–      عدد كبير من المؤتمرين و المترشحين للمناصب الأولى في الحزب من حاملي الجنسية الفرنسية و منهم من هو منخرط في الحزب الإشتراكي الفرنسي.

–      كل هذه المشاكل و الإخلالات واجهها الدكتور بن جعفر على الطريقة ” البورقيبية ” الذي كرّس الرئاسة مدى الحياة و هو ما كان بن جعفر ذاته يرفضه رفضا باتا فقد ” انهار ” و أجهش بالبكاء و تمكن في نهاية الأمر من أن تقع ” مناشدته ” كأمين عام للحزب في خرق واضح للقانون و الأعراف إذ كان من المفروض أن يتم انتخاب المجلس الوطني أولا  ثم انتخاب المكتب السياسي الذي يتولى انتخاب الأمين العام للحزب

–      أخيرا و أغرب ما شهده المؤتمر هو تواصل فرز 150 صوتا لمدّة 72 ساعة أي لمدّة ثلاثة أيام !

هذا هو إذن الوجه أو البعض من الوجه الخفي لمؤتمر حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات  الذي سيبقى راسخا في ذاكرة من حضرة ” استجداء  زعيمه ” الدكتور مصطفى بن جعفر للمؤتمرين بالبكاء و كذلك تهليل من وصفهم لنا بعض الحاضرين بالمرتزقة أو الانتهازيين الذين رددوا  ” الله أحد – الله أحد بن جعفر ما كيفوا حد ”  و هل بعد كل هذا من تعليق حول آفاق و مستقبل هذا الحزب ؟!

عبد اللطيف بن هدية

  20120118154257__must

 
 

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *