جريدة الخبير

علاء الدين الميلي” مدير الائتمان بمصرف شمال إفريقيا الدولي: مصرف شمال إفريقيا الدولي داعم أساسي للمؤسسات التونسية و الليبية

 

تعتبر ليبيا بلدنا و عمقنا الإستراتيجي.. و يعتبر مصرف شمال إفريقيا الدولي، بنكا غير مقيم، تأسس سنة 1984 بموجب الاتفاقية المشتركة بين تونس و ليبيا لسنة 1983، و يسعى البنك لدعم العلاقات الإستراتيجية الاقتصادية التجارية بين الدولتين، بحكم الحدود و العمق الجغرافي، و العلاقات الاجتماعية و الاقتصادية بين الشعبين. يقوم مصرف شمال إفريقيا بتمويل و مرافقة المؤسسات التجارية و الشركات العاملة في مجال التجارة الخارجية، و المصدرين الذين يعملون أساسا على الشقيقة ليبيا.. و ذلك بسبب قيام المصرف أساسا على رأس مال مشترك بمساهمة متساوية بين تونس و ليبيا، و يعتبر المصرف الليبي الخارجي المساهم الرئيسي في مصرف شمال إفريقيا الدولي.

كان المصرف في بدايته يتعامل فقط مع الشركات المقيمة، ليتم في ما بعد توسيع مجال نشاطه، ليشمل الشركات التونسية المقيمة، و غير التونسية أيضا. و يرافق بنك شمال إفريقيا الشركات الصناعية التي تتعامل بالعملة تصديرا و توريدا، و يقوم بتأمين و تطوير و تمويل عمليات هذه الشركات، و التمويل دائما ما يكون عن طريق العملة.

يعكس وجود هذا المصرف العلاقة الجيدة و الممتازة بين كل من ليبيا و تونس، خاصة و أن هذا البنك وليد دولتين و كل الهزات و الصعاب و المشاكل التي يمر بها يتم حلها و تجاوزها من قبل الدولتين، و ذلك نظرا للحاجة الملحة لإطار مصرفي قادر على تأمين المعاملات التجارية و الاقتصادية.

تعتبر تصريحات الحكومة الليبية و نظيرتها التونسية في أولى أيام المعرض مبشرة، و من المنتظر تحقيق العديد من النجاحات و الإنجازات بين البلدين، و قد تم مؤخرا حل إشكال استعمال الإعتمادات المستندية في المبادلات على مستوى البر. و كانت هذه الإعتمادات بمثابة العائق و الحاجز، الذي حال لمدة طويلة دون تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، و تعتبر عمليات شحن السلع التونسية نحو ليبيا برا أقل تكلفة من الشحن عن طريق البحر، فبرا نحن قادرون على منافسة و مزاحمة كل المنتوجات، خاصة و أن السوق الليبية من محبي المنتجات التونسية، و لكن يجب على المنتوج التونسي أن يروج بأسعار مقبولة، فلا يزيد ثمنه عن المنتوجات التركية أو الإيطالية… تتميز منتوجاتنا المنقولة برا بجودتها العالية و سعرها المعقول، و هذا ما يعطي قدرة تنافسية جيدة للمنتوجات التونسية.

هذا و يجب علينا تطوير قانون الصرف التونسي، خاصة من ناحية الإعتمادات و التحويلات البنكية التي تشكو من عدة مشاكل و تعطيلات.

حضورنا بليبيا مرتبط أساسا بمرافقة المؤسسات و مساندتها، خاصة و أن مصرف شمال إفريقيا داعم لكلا الشقيقين، و له علاقات كثيرة و قوية مع البنوك الليبية، و المصرف على استعداد دائم و جاهزية لمرافقة المؤسسات التونسية الساعية للعمل بليبيا، و المصرف بفضل خبرته الطويلة و علاقاته الجيدة بليبيا و الليبيين، قادر و مقتدر على مرافقة الشركات التونسية و قيادتها بقوة نحو النجاح.

لدينا برنامج يسعى لفتح تمثيلية بليبيا، و قد تعطل هذا المشروع بعض الشيء بسبب الأحداث التي جدت بليبيا و عكرت أمنها و استقرارها.. و لكن من المنتظر إعادة دراسة الموضوع قصد إحيائه من جديد، و الأمر ليس بعسير لأن الفكرة موجودة و ليست في حاجة سوى للتنفيذ.

و قد رافقنا بالفعل الشركات التونسية المتخصصة في البنية التحتية و المشاريع السكنية قبل 2011، من خلال توفير الأدوات المالية اللازمة لتحقيق الانتصاب و الشروع في العمل، و لكن للأسف توقفت هذه الأشغال في ذات السنة، لأن هذه المشاريع كانت ضخمة إذ تم تقديرها بعشرات ملايين الدينارات. و من أسباب فشل هذه الشركات حصول بعض المشاكل على مستوى المعدات و الحسابات البنكية و العقود المنجزة… و عليه فالحكومات مطالبة بإيجاد الحلول الجذرية للشركات المتضررة، من أجل إعادة إحيائها. و يوجد لدينا عدد متواضع جدا من الشركات الكبرى المتعاقدة مباشرة مع الأجهزة المسؤولة عن السكن في ليبيا، و بالتالي مشاكل هذه الشركات يمكن حلها بكل بساطة.

يتعامل مصرف شمال إفريقيا بالعملة على مستوى عمليات التصدير و التوريد مع أي دولة كانت، و بحكم هذا المعرض و هذه التظاهرة سيتم التركيز أكثر على السوق الليبية، و ذلك نظرا لأهميتها الكبرى بالنسبة لتونس.

يعتبر هذا المعرض و الملتقى من أفضل الأفكار التي أتى بها التونسيون، هي فكرة أكثر من ممتازة، بينت للشعب التونسي بأن ليبيا بلد آمن و قادر على استقطاب التونسيين و الحفاظ على سلامتهم و سلامة شركاتهم.

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *