جريدة الخبير

السيد «كمال بن يونس» صحفي و باحث في التاريخ و العلوم السياسية و الدراسات الدولية: الدبلوماسية التونسية في حاجة إلى المزيد من التطور

تميزت الدبلوماسية التونسية في أواخر الخمسينات و بداية الستينات بكثرة الثغرات و نقاط الضعف و القوة… و كان بورقيبة دائما ما يصرح بأن تونس دولة من دول عدم الإنحياز، و لكنه كان يدعو أيضا إلى الوقوف مع الجهة القوية، و ما بين 1987 و 2011 تمكنت الدبلوماسية التونسية من تحقيق نجاحات كبيرة على مستوى الإقتصاد مع الإتحاد الأوروبي، و إلى حدود 2008 كانت تونس أكثر دولة تمكنت من الحصول على أموال من الإتحاد الأوروبي، و كان يمكن لهذا المبلغ أن يكون أعلى شرط تحسن الديمقراطية، التي شهدت تحسنا ملحوظا في المغرب.. أما ليبيا فتعتبر قصة نجاح إذ تقوم بتشغيل 30% من المصانع التونسية.

و كون تونس عضوا بمجلس الأمن فإن هذا يتيح لها استغلال هذا المنصب الهام من أجل تحسين الأوضاع. كما انعقدت بتونس قمة ازدهار أفريقيا «prosper africa» و هذه القمة لديها ميزانية سنوية تبلغ 120 مليار دولار موجهة نحو الإستثمار و دعم الحاجات الحكومية و العسكرية و الأمنية و الإقتصادية في القارة الإفريقية. و هذا المبلغ الضخم الموجه نحو إفريقيا، تم إقراره من أجل مواجهة الغزو الصيني و التركي و الروسي و الإيراني… أما عن الإتحاد الأوروبي، فهو في حاجة إلى المقترحات و مزيد العمل، زد على ذلك أن عدم الإستقرار الحكومي لمدة عشر سنوات، لا يشجع على تمتين الشراكة بين تونس و أوروبا. و بالتالي تونس غائبة تماما عن الأحداث العالمية، كما أنه ليس هناك استغلال جيد للكفاءات التونسية.. لذلك نقول للسيد رئيس الجمهورية المسؤول الأول عن الدبلوماسية، أن أمامك فرصة تاريخية أمام الإتفاق الذي وقع في ليبيا، من أجل تدارك غيابنا لمدة العشر سنوات الماضية. خاصة و أن ليبيا تعتبر رئة تونس الثانية، لذلك علينا جميعا اتخاذ خطوة باتجاه ليبيا، و الكف عن الخصامات الداخلية العقيمة! ثم السعي إلى تدارك العجز و الغياب عن الساحة العالمية. و إذا ما استقر المناخ الديمقراطي في ليبيا فإن تونس مطالبة بالتوجه المباشر نحوها، ذلك أنها مؤهلة لأن تكون خامس قوة عالمية في مجالي الغاز و النفط، زد على ذلك أنها مدخل لإفريقيا.

ضياع فرص العمل بالخارج بسبب غياب التدريب و التأهيل

  

ما وقع في حرب العراق تم اعتباره خطأ من قبل دول الخليج، و قد تم تجاوزه تماما. و يعتبر نسق الاستثمارات الكويتية في تونس متميزا جدا. و كان «الحمد» قد طالب تونس بمشاريع، ليتم تمويلها من قبل دولة الكويت عن طريق الصندوق العربي الكويتي. كما أن هناك العديد من الصناديق الخليجية المستعدة لتمويل المشاريع التونسية، و لكن أين هذه المشاريع!؟ و نفس الشيء بالنسبة للإتحاد الأوروبي، حيث وفرت فرنسا سنة 2008 عشرة آلاف فرصة عمل سنوية للتونسيين. أما ألمانيا فتطلب ما يقارب الخمسين ألف مهندس سنويا، و لا يُطَالَبُ أولئك سوى بتعلم اللغة الإنجليزية و التأهيل اللازم. كما أن دول الخليج مستعدة لاستقبال 500 ألف تونسي للعمل… و لكن للأسف هذه الفرص غير مستغلة كما يجب. زد على ذلك غياب التدريب و هو ما يعطل عمل التونسيين بالخارج.

الإعلام أقوى من أسلحة الدمار الشامل

شاركنا في العديد من المؤتمرات الدولية خلال الثلاثين سنة الماضية. و بعد ثورة الإنترنت و حروب الخليج و حرب أفغانستان و اختراع الأقمار الصناعية و الفضائيات، أصبح الإعلام السلطة الأولى، ليكون بذلك أخطر من أسلحة الدمار الشامل، إذ أصبح الإعلام وسيلة للتواصل مع الشعب، و استفزاز الطاقات و القدرات الشبابية، كما أنه يساعد على تسويق الطلبات بالخارج.

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *