جريدة الخبير

بين محاولات الارباك و مماطلة وزارتي الثقافة و السياحة:

 

مهرجان الجاز بطبرقة يحاول استعادة بريقه و انطلاق رؤية جديدة في شهر اوت المقبل

1078011_489336267821829_2078795022_n

الخبير/ طبرقة:

لطالما اشتهرت مدينة طبرقة باسم عروس الشمال (عروس المرجان و أميرة الظلال) وهي مدينة منحصرة بين البحر الأبيض المتوسط من جهة و جبال أشجار البلوط و الفلين من جهة أخرى و هي ثاني مدينة في العالم في تصدير المرجان.

مدينة أبهرت ناظريها و زوارها بشاطئها اللازوردي البديع و هضابها و سهولها و اوديتها و أشجارها و غاباتها، تشد الناظرين جبالها الشاهقة الارتفاع و الجمال و القلاع و المباني التراثية و المنار التاريخي الذي يعانق الماء.

و تتحول مدينة طبرقة التي تسترخي على الحدود الساحلية الشمالية لتونس في الشتاء، إلى مهرجان من البهجة الدائمة في فصل الصيف، فالمدينة التي تقع بين البحر و الجبل و الغابة تصبح كاللوحة الساحرة تخلب الأنظار و تسحر العقول.

و لعل أبرز المهرجانات التي ميزت مدينة طبرقة و اختصت بها، هو “مهرجان طبرقة لموسيقى الجاز” و هو مهرجان سنوي ينتظم منذ عام 1970 في شهري جويلية و أوت في مدينة عروس الشمال. و في هذه الآونة بالذات تشهد مدينة طبرقة بعض المشاحنات و الغموض في بيان أصدرته هيئة مهرجان موسيقى الجاز بطبرقة للرأي العام بالجهة (حصلت الخبير على نسخة منه) خلال ندوة صحفية عقدتها جمعة الأسبوع الماضي كشفت من خلاله عددا من النقاط و التفاصيل و المتمثلة في:

–       سعي بعض الجهات إلى وضع عراقيل و نشر إشاعات بهدف النفاذ إلى الهيأة وتوجيه مسارها و الاستفادة من انجازاتها،

–       انخراط بعض الأطراف بما في ذلك الاعلامية منها في الترويج لجملة من المغالطات الهادفة إلى إرباك مسار الهيأة و التشويش على جملة التراتيب التي تسعى من خلالها إلى انجاح المهرجان الذي يعد من المكاسب الثابتة لمدينتنا،

–       نية بعض الوجوه المحسوب على العهد البائد احتكار تنظيم المهرجان و التلويح بإمكانية ابطاله في حال استثنائهم، و هم الذين حسم في شأنهم أبناء الجهة على اعتبار أن “من أسهم في تخريب ماضينا لا يحق له المشاركة في مستقبلنا”

و رغم كل هذه العراقيل و التحديات استطاعت الهيئة الموكول إليها تنظيم المهرجان والمتكونة من 16 عضو من الوجوه الثقافية و مجتمع مدني أن تقطع أشواطا معتبرة في اتجاه انجاح هذه المحطة الثقافية محاولة منها إعادة الاعتبار للمهرجان و استعادة بريقه عبر تأسيس تصورات جديدة مع القطع مع ما كان سائدا من عمليات ابتزاز للمسألة الثقافية و من ضبابية وتلاعب بالمال العام من خلال القيام على مبدأ تكريس الشفافية…

كذلك عملت هذه الهيئة على تقديم برنامج ثري و شامل و متكامل يخدم الشأنين الثقافي والسياحي، فحصلت على عقود موافقة مبدئية لفنانين عالميين و قد أعد في هذا الغرض ملفا مكتملا أمدت به الجهات المعنية في الآجال المضبوطة و تحصلنا على نسخة منه.

و أكدت الهيئة في الندوة الصحفية المذكورة آنفا أن تفويت فرصة انجاز مهرجان الجاز في آجاله المحددة كان نتيجة الارتباك الذي اتسم به موقف وزاراتي الإشراف ( الثقافة والسياحة) على اثر تدخل بعض الأطراف على حد قول رئيس الهيئة السيد عبد الرحمان التونسي، التي لا تزال تعتلي مواقع مؤثرة في المجالين الثقافي و السياحي و التي استمرت في مغالطة الرأي العام و الجهات المعنية.

و يبقى سؤالنا اليوم هو إلى متى هذا التأجيل من 28 جوان الماضي إلى 06 جويلية الحالي إلى تاريخ آخر ربما قد لا يثبت مع العلم أن التاريخ القادم و المعلن لانطلاق فعاليات مهرجان موسيقى الجاز بطبرقة هو من 23 أوت إلى 31 من نفس الشهر طبعا هذا إذا تم الحصول على الدعم المالي من قبل وزارة السياحة لتفعيل هذا المشروع الثقافي السياحي الذي سيعود بالفائدة على عروس الشمال “طبرقة” بصفة خاصة و ترويجا للسياحة التونسية سواء الداخلية أو الخارجية عامة.

و لماذا الاستخفاف بقدرات شباب الجهة و الحط من معنوياته و التحقير من كفاءاته؟ هل هي محاولة مباشرة لإفشال مهرجان موسيقى الجاز بطبرقة بدعوى أن الهيئة الحالية لإدارة المهرجان غير مؤهلة و لا تتمتع بالجدارة؟

و هنا ترد الهيئة بأنها و خلال فترة زمنية وجيزة جدا تمكنت من إعلان تركيبتها، كما تمكنت من إعداد برنامج متكامل كذلك تنظيم العقود اللازمة مع بعض الفنانين العالميين والحصول على موافقتهم المبدئية…

بماذا يمكن تفسير هذه المماطلة و التلكؤ من قبل سلط الاشراف مثل تباطؤ وزارة الثقافة في الموافقة على مشروع المهرجان و الرد كتابيا و مماطلة وزارة السياحة في الموافقة على الدعم المالي كتابيا و فعليا؟ و من المستفيد من إلغاء المهرجان اليوم؟

لعل أبرز ما شد انتباهنا هو أن جل هذه الصعوبات و العراقيل لم تثن هيأة المهرجان على مواصلة البحث في توفير سبل انجاح هذه التظاهرة عبر تحديد موعد جديد لأواخر شهر أوت المقبل و حث وزارة السياحة على تحمل مسؤولياتها في هذا الاتجاه خصوصا أن إدارة الموسيقى بوزارة الثقافة عبرت مؤخرا عن تفاعلها الإيجابي مع البرنامج المقترح راجين ان يصل ندائنا إلى سلط الاشراف و كل من يهمهم أمر “عروس المرجان و أميرة الظلال” طبرقة.

تغطية صفاء الرمضاني         

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *