جريدة الخبير

المطلوب … حكومة طوارئ متماسكة

بعد ان عاشت البلاد طيلة سبعة أسابيع كابوس تأليف حكومة ناتجة عن الانتخابات التشريعية 2019 تفاقم الكابوس عند الكشف عن أسماء تركيبة الوزارة المفترضة فإذا بالصدمة تتفاقم نظرا لعددها الضخم المبالغ فيه ثم نظرا لعدة أسماء متواضعة لا تصلح لخطة عمدة بينما كان المكلف بتأليف الحكومة برهن في كلمة بداية انطلاقة تلك المهمة تكلم بشكل لا يدل على الجدية المطلوبة إذ تفوه بكلام لا يصدقه أي عقل سليم لأن الحزب الأول الذي كلفه بهذه الخطة لا يؤتمن على صفاء النوايا بل بنيت فلسفته على المناورة و التلاعب و المد والجزر ومحاولة فرض عقيدته على المجتمع بشتى الوسائل مستخفا بمصلحة الوطن لا يخفى الانتماء إلى جهات اجنبية لا تتمنى الخير للوطن الأم…ومضى المكلف بتأليف الحكومة في حركات بهلوانية مريبة سخيفة فهو يتفق مع أطراف ثم يتراجع بطريقة صبيانية وعندما تفطن البعض إلى تلك الا لا عيب الصبيانية استعان بيأس أول ثم ثان لإرجاع الغاضبين وكأن القضية بين زوجين متخاصمين وبعد مضيعة الوقت الثمين سقطت ورقة التوت واتضح أن الرجل يعبث ويتصرف بأسلوب لا يبعث على الاطمئنان مع انطلاق الأصوات التي تحث على الإسراع في تأليف حكومة لأن البلاد في حاجة إلى الاستقرار وبعد تمطيط مريب فاجأ الناس بقائمة أسماء بعثت الشك في أعماق كل وطني غيور على الوطن احتوت على عدد محدود من أسماء تستحق الاحترام بينما البقية تحوم حولهم شكوك من كل الالوان بعضها مفضوح ومخيف ومع ذلك وبكل سذاجة طلب الرجل منحه فرصة لتعويض المشكوك في وجودهم بعد مدة زمنية وهل يمكن لعاقل ان يثق فيه وفي الحزب الذي كلفه بل وصل به الانحدار إلى ربط الوطنية والحماس الوطن بقبول حكومته المعلولة أدبيا ومعنويا…ولم يكن أمام أي عاقل إلا رفضه هو وحكومته وموقف البرلمان يوم 9 جانفي 2020 يبقى تاريخيا لأن صوت العقل والوطنية والنزاهة والشرف تغلب على كل المناورات المنحطة لفرض حكومة العار…وما تم منذ يوم 15 نوفمبر الماضي هل هو تصرف صبياني أم هي مناورة مدروسة من الحزب الأول لمزيد توريط الوطن؟الأيام القادمة ستكشف حقيقة ما وقع لأن الغموض يحيط بالعملية خاصة وان الحزب الأول لا يؤمن بقدسية الوطن…
والآن…حان الوقت الجد ولم يبق للثرثرة الوقت بعد أن اكتسحت الميدان منذ 15 نوفمبر على كل وطني غيور على الوطن ان يسعى إلى تكوين حكومة طوارئ تعمل لمصلحة الوطن وأن تتجرد الأحزاب من مواقفها الذاتية وفلسفتها الخاصة لتعمل على انتشال الوطن من الوضع الذي تردى فيه منذ 2011 ونبذ الشعارات والتحلي بالواقعية وغير شيء إلا الواقعية وترك الحلول المعقدة والمواقف المتباعدة لأن ( الزنقة وقفت الهارب ) ولا مجال للتهاون وللتطرف وللفلسفة العقيمة إذ دقت ساعة العمل الجدي يجب معها نبذ التراخي…البلاد تعج بالوطنيين القادرين على تحقيق المعجزات…

محمد الكامل

0 Shares

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *